قدمت مصممة الأزياء الشهيرة فيفيان ويستوود نصيحة لكل النساء، "اشتري أقل .. اختاري جيدا"، فلم يكن هذا الشعار صعبًا للعيش به من قبل خلال آخر صيحات موضة الصيف. بعد ثلاثة أشهر من حفلات الزفاف والأعياد، بالتأكيد فأنتِ لديك العديد من الفساتين، ولا يزال هناك شهرًا آخر متبقيًا من الصيف. ماذا ستفعلين؟ ستطفون في أرجاء الشوارع بحثًا عن قطعة مميزة في محلات الشارع وتدعي ألا يكون ارتداها خمسة ضيوف آخرين؟ أم أنك ستقومين بالبحث عن رقم مصمم لبيع ما لديك من فساتين عبر الإنترنت بعد بضعة أسابيع؟ في عام 2017، الأزياء ليست للاستعمال المرة الواحدة فقط، إنها قابلة للتبديل، وإرجاعها أو بيعها والآن فهي أيضًا يمكن استئجارها.
شركة "Rent the Runway"، ترفع شعار "لماذا تشتري طالما يمكنك الاستئجار"، وقد أطلقت في أميركا في عام 2009، لديها الآن أكثر من 6 ملايين عضو الذين يستأجرون قطع الأزياء المفضلة، وهم في منازلهم لأشهر مصممي الأزياء مثل ديان فون فورستنبرغ و جيامباتيستا فالي، لمدة أربعة أو ثمانية أيام بسعر أقل بكثير من تكلفة البيع بالتجزئة.
ويبلغ متوسط تأجير الملابس 30 مرة، وتستأجر الشركة الآن الكثير من الملابس التي نقلت إلى مخزن بمساحة 160،000 قدم مربع في عام 2014، والذي أصبح أكبر مستودع للتنظيف والتجفيف في أميركا.
في المملكة المتحدة يقدم متجر Girl Meets Dress، المزيد من الملابس المطروحة للتأجير، حيث يمكنك تأجير قطعة لباس العلامة التجارية أتيكو التي تبلغ 875 جنيه استرليني فقط بـ 89 جنيه استرليني. أو فساتين Chic by Choice، مع تصميم "بيتر بيلوتو" فقط بـ 109 جنيهات (بما في ذلك 5 جنيهات إسترليني للتأمين لتغطية أي ضرر بسيط وأي بقع غذائية).
الآن، وبفضل حفنة من أصحاب مشاريع الأزياء من الشباب، أصبح سوق الإيجار حلًا بارزًا ليس فقط لمساعدتك في ارتداء ما تريد لحضور مناسبة في اللحظة الأخيرة، ولكن أيضًا لحل جميع مشكلات خزانة ملابسك.
وتعتقد زوي بارتيريدج (26 عامًا) مؤسسة شركة "Take Wear the Walk"، والتي أسستها في وقت سابق من هذا العام، أن نموذج الإيجار يمكن استخدامه كوسيلة لتجربة ستايل ملابسك، قائلة: "المشكلة هي أننا لا نعرف تقريبا ما الذي يناسبنا حقا في اتجاهات الموضة التي تتغير أسبوعيًا.. الاستئجار يقدم لك حلًا عمليًا لمعرفة الأفضل".
ويعد مفهوم بارتيريدج لاستئجار الملابس فريدًا من نوعه حيث أنها تعمل حصرا مع المصممين الشباب أكثر من 40 مصمم، كما أنها لا تملك الملابس نفسها، بل تعمل كوسيط، وتستأجر الملابس نيابة عن العلامات التجارية الناشئة مثل سوليس لندن وجيمي وي هوانغ، الذي يظهر في أسبوع الموضة في لندن.
كما أن "أدا زانديتون"، وهي واحدة من المصممين المؤيدين لـ "Wear the Walk" منذ أن أطلقت، حيث كان لديها هوس بالأزياء وكانت أكثر الناس استئجارًا للملابس، لذلك تعد أفضل من يتفهم عملائها وما يريدون.. وتقول: "بصفتي مصممة أزياء التي تصنع قطعًا فريدة من نوعها، أحب فكرة أن مجموعة من الملحقات الخاصة بي والمزيد من تصميماتي متاحة لجمهور أكبر".
كما يعد مشروع "شيك بوداني" البالغ من العمر 25 عامًا في الصف الأمامي في لندن، والذي افتتح أيضًا منذ أقل من سنة، ويقدم خدمة مماثلة، ولكن مع أسماء علامات تجارية أكثر شهرة مثل ديور، برادا، ماكوين، غوتشي، سانت لوران ورولان موريت، على سبيل المثال لا الحصر.
يبلغ صافي حماية التأجير: قرض لمدة خمسة أيام يشمل التوصيل المجاني والاسترجاع والتنظيف الجاف، وإذا كنت تعمل في وسط لندن، يمكنك تسلم القطع المستأجرة إلى مكتبك، في العبوة الأصلية، في أقل من ساعة. يحتوي الموقع أيضا على نظام التصويت، مما يسمح للمستخدمين لطلب العناصر من المنصة التي يرغبون في أن تكون متاحة للإيجار.
يقول بوداني: "نحن نحتفظ بالمخزون من الموسم الأخير، ولا نقتصر على المصممين الذين نحملهم. الصف الأمامي يقدم كل من الكلاسيكيات (معطف ترينش بربري هوالأكثر شعبية) والقطع الحديثة مثل (سترة بالمان تنفذ باستمرار). "إنها خدمة حياة كاملة - آمل أن يتمكن الناس من مقارنة تجربة الشراء بالتأجير".
هذه الشركات لا تقتصر فقط على المناسبات الخاصة بك، لكنها أيضًا تشمل لارتداء ملابس العمل، حيث تقدم "كوندي ناست" الآن للموظفين الأميركيين الفرصة للتسجيل لتأجير عدد غير محدود من الملابس بسعر مخفض من 90 دولارًا في الشهر.
وتعتقد راشيل بوتسمان، وهي محاضرة في كلية ريادة الأعمال في جامعة أكسفورد وخبيرة في اقتصاد المشاركة أنه في غضون سنوات قليلة سيكون لدينا حسابات تأجير الأزياء التي نستخدمها ثلاث أو أربع مرات في الشهر لتكملة ما لدينا بالفعل من ملابس في خزانتنا.
ومن جانبه يقول بوداني: "إن مفهوم الإيجار لا يزال جديدا إلى حد ما، وقد يكون هناك وصمة مرتبطة به بالنسبة لبعض الناس". بعد كل شيء، يلجأ البعض لتأجير الأزياء ليس دائما بسبب تكلفتها الارخص، ولكن ايضا لتصميمها الجميل.